نعتقد جازمين أن الأسرة لا تتعارض مع المدرسة في الرسالة، بل تجمعهما علاقة تكامل، ذلك أن الأسرة في ذاتها تكامل،فهي جسد بكل أعضائه ووظائفه خصوصا إذا كان أفرادها مثفقون لهم ذراية بالتربية؛ والمدرسة لا تضيف شيئا للذات، بل تدعم وتقوم الذات وتصحح ما يتلقاه التلميذ داخل الأسرة والمجتمع من سلوكات وغيرها...
إن التلميذ إذن ثمرة لشجرة أصلها الأسرة وفرعها المدرسة وتربتها المجتمع .فهذه المكونات الثلاث تعد تكاملا مرتبطا ارتباطا وثيقا بحياة الثمرة، فلا يمكن أن تتوقف أحد هذه العناصر عن دورها دون أن ترتبك حياة الثمرة .
و الأسر لا تتساوى في القيام بدورها، لأنها ليست في مستوى واحد من الوعي و الثقافة و التعليم...، لذلك لابد للمجتمع المدني أن يسد هذا النقص لتحقيق إنسان قويم، سوي، يساهم في تنمية ذاته و مجتمعه ...و الظواهر التي بدأت تطفو على السطح من هنا و هناك هي نتيجة للتقصير و الإهمال ..."غير ما تقرب عتبت داري و تجي فاش ما بغات"، وإذا آمنا بهذه القولة و عملنا بها فسوف تتداعى الأمراض و الموبيقات في المجتمع كماا يتداعى الجسد من الأمراض بالسهر و الحمى.
و لسان حال ذلك التلميذ الطائش الذي لم تحتظنه الأسرة و لا المجتمع يقول:
يا أستادي أراني أنحرف
أتبع صديقي تائها وموشوشا
صوته تحدث في أذني ووشوشا
فمشيت خلفه فمشى
والله لولاه ما كسرت نافدة، و لا...
ولكن تبعته للمدرسة فأبطش
كم حاولت تقويم نفسي فلم تشاء
أرشدني فقلبي للعلم تعطش
أبي أمي ليس همه إلا خبزة
يأتي بها فينام بعد العشاء
