تشهد صناعة المحتوى الرقمي بين المسلمين تطورًا ملحوظًا، حيث أصبحت منصة الإنترنيت وسيلة فعالة لنشر الثقافة والمعرفة والقيم الإسلامية.
و تتنوع أشكال هذا المحتوى بين المقالات، الفيديوهات، البودكاست، والتصاميم البصرية... و قد أصبح كثير من المسلمين يستخدم الإنترنت لنشر الدروس الدينية، الفتاوى، وتفسير القرآن والسنة. و توفر منصات مثل يوتيوب، فيسبوك، وإنستغرام وصولاً واسعًا للجمهور.
كما تُستخدم المنصات الرقمية لنشر الوعي بالقضايا التي تهم المسلمين، مثل حقوق الإنسان، العدالة الاجتماعية، والتعريف بثقافات الشعوب الإسلامية...كما تعتبر المنصات الرقمية وسيلة للتواصل والتعاون بين المسلمين من مختلف أنحاء العالم، مما يسهم في تعزيز الوحدة والتفاهم بين المجتمعات.
لكن التحديات التي تواجه صناعة المحتوى الرقمي بين المسلمين هي تحديات كبيرة تتعلق بقضايا الملكية الفكرية، الأخلاقية، والمحتوى غير اللائق، إضافة إلى الحاجة للحفاظ على الهوية والقيم الإسلامية في ظل التدفق الكبير للمعلومات.من خلال استغلال الفرص التي توفرها التكنولوجيا الرقمية من طرف أعداء الإسلام في تشويه صورته الصحيحة.
لذلك لابد للمسلمين من الإسهام بشكل فعال في صناعة المحتوى الرقمي الذي يعكس قيمهم وثقافاتهم ويسهم في نشر المعرفة والتفاهم، و التسامح...و يعمل على معالجة الإختلالات السلوكية و المعاملات الفاسدة في المجتمع لأن التكنولوجيا و عالم الرقمنة و الانترنيت تجاوز الطرق التقليدية في الوعظ و الإرشاد...و أصبح له تأثير كبير و سريع على المجتمع، و هو ما يطرح أهمية المواكبة و التطور و تدارك النقص في هذا الباب من طرف القائمين على الشأن الديني و العمل على تكوين جيل جديد من الأئمة و الفقهاء في هذا المجال.
